عدد المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 02/08/2010 الموقع : www.ArabSeeD.coM
موضوع: هل يجوز لي أن أخدع أهلي عند الزواج؟ الثلاثاء يوليو 19, 2011 1:16 pm
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومع بعض أسئلتكم..
تقول السائلة:
لو قلت لعريس: إنني لست موافقة عليه من ورا أهلي، وطلبت منه أن يرفضني، هل هذا حرام؛ لأن أهلي أصلاً غاضبين عليّ أني ارتبطت به؟
لا ننصحك أيتها الفتاة أن تفعلي شيئاً من خلاف ووراء أهلك؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الإثم ما حاك في القلب وخفت أن يطّلع عليه الناس".
إن هناك شيئاً غريباً في هذه المسألة جعلك تُخفين على أهلك، النبي صلى الله عليه وسلم علّمنا كثيراً من الشفافية والوضوح، وحثّنا على هذه الشفافية وعلى هذا الوضوح، كثير من الناس لا يلقون إلى هذا المعنى بالاً.. النبي صلى الله عليه وسلم لمّا جِيء إليه بـ"ابن سرح" ومعه عثمان بن عفان، و"ابن سرح" كان يشتم النبي ويشتم المسلمين ويهجو نساء المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقتلوه ولو كان معلّقاً بأستار الكعبة"، لِكَمّ الأذيّة التي آذاها ابن سرح للمسلمين؛ فلما جاء مع عثمان وفي جوار عثمان يُسلم ويتوب، سكت النبي مرة والثانية والثالثة.. ثم قبِلهُ، وبعدما انصرف قال: "أليس فيكم رجل رشيد يقوم فيقتله"؛ فقالوا: يا رسول الله، كنت تشير بعينك أو تومئ برأسك فوالله لرأيته مقتولًا بين يديك، قال: "ما كان لنبي أن تكون له خائنة عين".
فالنبي لم يستطع من شفافيته ووضوحه وقلبه الذي يدعونا الله سبحانه وتعالى أن نكون مثله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ}، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}؛ فهو المثال الأتمّ وهو الإنسان الكامل، علّمنا أن نكون في وضوح وفي النور، ولا نفعل ما نخفيه على أهلنا وعلى جيراننا.. إلخ.
فيجب عليكِ أيتها الفتاة أن تصارحي أهلك، وأن تتحملي، وأن تُقدّمي هذا العرض بوضوح، وكل ذلك يتأتّى عندما نحسن العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، عندما نناجي ربنا، عندما ندعو الله سبحانه وتعالى أن ربنا يسترها معانا، وربنا يجعل كلامنا خفيفاً على الناس، وأنه يجعلنا مقبولين عند الناس وعند أهلينا، إذن فيجب علينا أن نرى هذا الجانب الأخلاقي في الكلام. ليس الأمر بقضية حلال أو حرام وكذب وكذا إلى آخره؛ الأمر هو هذه النفسية (نفسية اللف والدوران والخداع والتخبية)؛ إنما هي نفسية نقوّمها ونبني غيرها؛ فنرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا.